اخر

الاثنين، 18 يوليو 2011

عدل الصداقة


 عدل الصداقة
كما يحتاج القمر للشمس كي يبقى مضيئاً ...

وكما تحتاج الأرض للمـــــطر كي تحيا....



كذلك الصداقة هي من ضمن الأشياء التي نحتاجها بقوة بهذه الحــــياة

الصداقة بكل معانيها تحتاج للصدق والثقة والوفاء والعدل فدوماً وجود

الصديق يهون علينا أشياء كثيرة وكلما كان الصديق طيب ومحترم



كلما وجدنا السعادة معه وهنالك صداقات نندم عليها أو لم تكن كما

نتوقع لـ إفتقادها الأحترام والتقدير وحسن المعاملة وهي كثيرة جداً

بحياتنا وأحياناً تكون مميزاتنا بؤرة تجذب تلك النوعية بغير قصد

منا ومع الزمن والتجارب نتفهم ذلك ويصبح عندنا بطء  في تقبل

أي صديق حتى نختبره ونعرف معدنه مع الوقت .



ومع تطور الزمن أصبحت هنالك مميزات وعيوب أكثر مما نتوقع

ففي القديم كان الصديق يتواصل مع صديقه بغية الأخوة والأحترام

فتجده يسارع بإختيارك لأنه وجد فيك شيء أفضل يعجبه وغالباً

أجمل صداقة هي التي تتم بتبادل الفضائل والأحترام وقد تصل لحد

الإنصهار فتجد عائلتك تعرف عائلة صديقك كأنها جزء تم إيراثه

من نسبك فتجد والدتك والدته وأخوه أخوك وقس على ذلك البقية

ولكن أستغربت كثيراً من قصص الصداقة التي ممكن أن نسميها

صداقة عداوة فالبعض يقترب منك ويعرف أسرارك ولكنه بدون

سبب يتغير عليك فيمارس عليك العدواة بالغرور والانتقاد الجارح

وربما النسيان وعدم التقدير وكأنه ليس بالأمس القريب كان له كل

ود وأحترام منك بل ويمارس أبسط الهوايات ليجعلها أهم منك

فلا يعدل بكونه صديقاً لك وأنت من أخترته بل يختار أسوء الأساليب

ولايقدر وقوفك معه وكلامك الطيب وأهتمامك به وكأننا في الحياة نحتاج

شخص اّخر ليجعلها سيئة بنظرنا فيكون هذا الصديق برغم كل مميزاته

عالة على قلوبنا وهم اّخر نحمله بحكم الصداقة والوفاء .



وكأننا جلبنا هماً اّخر وجنينا على أنفسنا وتبقى الطيبة تصارع بداخلنا

حتى نتخلص منه فالخروج من الصداقة ونسيان الصديق أصعب من

قبوله ولكن حينما نكون عادلين مع أنفسنا وقلوبنا فأن ذلك الألم سيتوقف

حينما نتخذ قراراً يريحنا ويجعله يرى أخطائه .



لابد من قوة الشخصية حتى على القلب لأن بقاء شخص لايهتم بك ولابأفكارك

ولا حتى ردودك أو بحضورك وغيابه يجعل مشاعرك تتألم وجرح المشاعر

قوي جداً ويعطي تأثير سيء مع الوقت خصوصاَ إذا كان ذلك الصديق غير

قابل للتصليح ولديه أهتمامات كبيرة تجعلك دائما جزء أصغر عنده و غير هام

الطيبة موجودة بكل قلب ولكن لابد أن يكون لها حدود لكي يتعلم الطرف الأخر

خساراته ويراجع حسابته فمن لايحس بردة فعل خطئه ولايعتذر منه لايستحق

أن يكون صديقاً مهما كانت مميزاته  أحيانا نحتاج للقسوة كي نتنتفس ونعيش



فالدنيا لم تقم على صديق واحد وربما ربنا يعوضنا بشخص كريم ومحترم

ويقدر طيبتنا ويرى بكل موقف لنا ومعنا دروس فيحترمنا حق الأحترام

بعض الناس والأصدقاء قد يكتبون عن الحب وعن الأخلاق وربما يصممون

لها ولكنهم في حقيقة بعضهم لايمارسون ذلك الحب والتقدير تجاه أقرب

 الناس وهم أصدقائهم .



لذلك فـ لنحذر من كل عرض صداقة ونفكر كثيراَ قبل القبول أو الرفض

فقد نجلب لنا هماً نحن في غنى عنه ولنفكر كيف يتعامل هذا الصديق

مع من حوله فحياة بدون أحترام أو تقدير حياة لايجب أن تضيع فيها

ثانية واحدة من وقتنا ولنحكم القلب والعقل فليس كل مايعجبنا رائع

وسواء كنا بعالم النت والماسنجر وحتى المدونات ليس كل من يضيفك

يحترم فكرك وشخصيتك وحرفك وأخلاقك أو يهتم بك أحيانا تكون مجرد

عدد لايؤثر أو يقدم شيئاً وهنالك أحيانا شخص يصادقك يغنيك عن الكل

بجمال رقته وطيبة معدنه وحسن رقيه في أسلوبه وتعامله معك فتحب

كل مكان يكون هو فيه وتحترم حتى من يصادقونه هم قليل ولكنهم موجودين



ونحن نحتاج للأصدقاء كـ أرواح تحفظنا وليس عدد نحمله معنا بكل مكان

وصديق لم يطور نفسي ولم يفرحني ولم يساعدني  ولم يهتم بي  ولم يشجعني

و لم يكن رفيقي في حياتي حتى حياتي الإنترنتية .......صديق لاخير فيه ابدا

والبقاء معه خسارة مفتوحة الرصيد حتى أتعلم منه وأجد أفضل منه .

 /
مدونة : بوح الخواطر
د.ريان